لكل شعب ثقافته و عاداته و تقاليده التي تميزه عن هذا الشعب او ذاك من هذا المنطلق تبرز الثقافة الوطنية الصحراوية وجودها و تميزها و تفردها في اسبوع ثقافي اريد له ان يكون سنة حميدة يقام كل عام تلتقي فيه ثقافتنا المتجذرة مع شعب شقيق تربطنا به علاقات حسن الجوار و الدين و المصير المشترك.
رسائل عميقة
شكل حفل افتتاح الاسبوع الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة في الجمهورية العربية الصحراية الديمقراطية و تحتضنه مدينة تيندوف الجزائرية مناسبة للتعبير عن رسائل عميقة قائمة على الارتباط الوثيق و الابدي بين شعبين جمعتهما علاقات متميزة و متجذرة عبر العصور.
و خلال كلمتها بالمناسبة اعتبرت عضو الأمانة الوطنية وزيرة الثقافة، الأخت خديجة حمدي،, أن تنظيم الأسبوع الثقافي في مدينة تيندوف هو موقف سياسي بإمتياز مضيفة أنه "رسالة تضامن بصوت الثقافة.
ولاحظت الأخ الوزيرة أن ولاية تندوف المضيافة تعتبر بؤرة مجتمع الحساني و "فانوسا" مشتعلا ينير لذلك المجتمع اصالته, مضيفة أن المدينة هي نقطة تلاقي ثقافي بين الشعبين الصحراوي و الجزائري.
و أكدت الأخ خديجة حمدي أن الخيمة الصحراوية لطالما كانت رمزا للمقاومة الباسلة التي خاضها الشعب الصحراوي و هو ما "جسده مخيم الحرية بأكديم إيزيك"
و لدى حديثها عن الظروف التي صاحبت تنظيم هذه التظاهرة الثقافية , أكدت الوزيرة أن الحدث ينظم في ظل حملة شرسة من الاختطاف و القمع و التعذيب التي تنتهجها قوات الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين بالمناطق الصحراوية المحتلة.
و في سياق آخر، عبرت الوزيرة عن تهانيها الخالصة لــ خليدة تومي و لكافة أفراد الشعب الجزائري بمناسبة اختيار ولاية تلمسان الجزائرية عاصمة الثقافة الإسلامية.
من جانبه اكد والي ولاية تيندوف السيد شاطر عبد الحميد قبيل اعطاء اشارة انطلاق الحدث ان الاسبوع الثقافي اصبح تقليدا حسنا, معبرا في نفس الوقت عن تمنياته بأن يتمتع الشعب الصحراوي بحقه في الحرية و الاستقلال على غرار باقي شعوب العالم. و ان تكون المناسبة فرصة لتمتين علاقات الاخوة و التضامن بين الشعبين الشقيقين الجزائري و الصحراوي
فعاليات ثقافية
جسدت الفعاليات الثقافية المخلدة للاسبوع الثقافي للجمهورية الصحراوية بتيندوف, تميز و تجذر الهوية الثقافية الصحراوية من خلال اللوحات الثقافية المتنوعة التي عرضت خلال الحدث فقد عبرت تلك اللوحات المتمثلة في لوحات فلكلورية و تقليدية و استعراضات الإبل, عن وجود ثقافة صحراوية اصيلة وعصية على محاولات عمليات الابتلاع و الطمس التي يحاول الاحتلال القيام بها.
فخلال انطلاقة التظاهرة الثقافية تم افتتاح محاصر تقليدية، شكلت الخيمة الصحراوية نواتها باعتبارها رمزا " للهوية الصحراوية كما اقيمت صباحيات شعرية تناولت في مجملها قصائد حول الثقافة الصحراوية و التغني بأمجاد المقاومة الوطنية الصحراوية.
و قد تركت السهرات الفنية التي احيتها فرق وطنية انطباعا كبيرا لدى الجمهور المتعطش للغوص و معرفة الثقافة الوطنية اذ كان الجمهور التيندوفي على موعد مع الاغاني الوطنية التي تركت انطباعا و خلقت تجاوبا كبيرا في نفوس الحاضرين.
معارض معبرة
أعطى الاسبوع الثقافي بولاية تندوف فرصة للتعريف على ثقافة الشعب الصحراوي من جهة و بعض معاناته من جهة ثانية في ظل واقع الاحتلال المر من خلال المعارض المختلفة التي اقيمت على هامش التظاهرة الثقافية فقد اقيم معرض به ثلاثة اجنحة منها جناح مخصص للصور الفوتوغرافية و آخر للصناعة التقليدية و ثالث للوحات التشكيلية و قد شهدت هذه المعارض اقبالا كبيرا من الجمهور المتعطش لمعرفة ثقافة الشعب الصحراوي الاصيلة .
و في هذا السياق, اوضح المدير المركزي للصناعة التقليدية بوزارة الثقافة, الأخ ابراهيم السالم احمد لخليفة, ان الجناح الخاص بالصناعة التقليدية ضم عدة منتوجات تقليدية اظهرت تميز و اصالة الثقافة الصحراوية الاصيلة خاصة من خلال النقوش و الزخارف, مضيفا ان رسالة المعرض هي ابراز تميز و اصالة و عمق الصناعة التقليدية كمعلم من معالم الثقافة الصحراوية .
من جهته, اوضح عضو المجلس الوطني لجمعية اولياء المعتقلين و المفقودين الصحراويين و المكلف بمعرض الصور الفوتغرافية, الأخ محمود خطري محمد, أن المعرض عبارة عن لوحات تحكي جانبا من معاناة الشعب الصحراوي داخل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية اضافة الى لوحات اخرى تظهر جدار الظل و العار و صور اخرى عن ملحمة اكديم ازيك فصلا عن صور فوتغرافية لمجموعة من المعتقلين السياسيين الصحراويين الى جانب صور اخرى لشهداء الانتفاضة, مؤكدا ان رسالة المعرض هي فضح انتهاكات الاحتلال المغربي امام الراي العام المحلي و الدولي.
و مع الطبعة الثالثة من الاسبوع الثقافي للجمهورية الصحراوية بولاية تندوف يتكرس من جديد موعد اللقاء والتزاوج بين حضارات الشعوب و يفتح شعبنا نافذة جبهة هامة لنقل ثقافته بتميزها واصالتها الى جيران اشقاء نقاسمهم نفس التاريخ والحضارة واللغة والدين.... ليكتشفوا رائحة و عبق تاريخنا الموغل في القدم ومميزات هوية مقاومة استعصى ابتلاعها رغم تعاقب الاحتلال بمختلف اجناسه.